الخطوة 1: فهم التوحد (عند طفلك)
عندما تكتشف أن طفلك ربما قد يكون مصابًا بالتوحد (ASD)، فسترغب في معرفة كيفية التعامل معه. وكيفية تشجيع تطوُّر طفلك. في هذه الحالة، من المهم أن نفهم أولاً ما هو التوحد وكيف يظهر في الأطفال الصغار. سيساعدك هذا أيضًا على فهم التوحد الموجود لدى طفلك بطريقة أفضل.
ما هو مرض التوحد (ASD)؟
تعمل أدمغة المصابين بالتوحد بشكل مختلف؛ حيث أنهم يقومون بمعالجة المعلومات بطريقة مختلفة وهذا غالبًا ما يؤدي إلى ردود فعل غير متوقعة وغير عادية.
من الخارج، أي من سلوكهم، ترى الأشخاص المصابين بالتوحد يواجهون صعوبات في:
- الاندماج في المواقف الاجتماعية وفهمها
- التواصل
- المرونة في السلوك أو الاهتمامات
- القوالب النمطية الحركية
من الداخل، أي على مستوى الدماغ، يعالج الشخص المصاب بالتوحد المعلومات بمزيد من التفصيل. يأتي هذا على حساب رؤية الصورة الكاملة. وهو ما يجعل الأشخاص المصابين بالتوحد غالبًا ما يواجهون صعوبة في:
- التفرقة بين المعلومات الهامة والأقل أهمية.
- معالجة المعلومات (يستغرق ذلك منهم المزيد من الوقت).
- معالجة وتطبيق المعلومات الجديدة (يكونون أقل مرونة).
تختلف طبيعة هذه المشكلات باختلاف الشخص والعمر والبيئة.
خصائص التوحد عند الأطفال الصغار
تشمل أمثلة خصائص التوحد عند الأطفال الصغار:
- الحاجة إلى إبقاء العالم ضمن توقعاتهم أو بحالة ثابتة.
- الانزعاج من التغييرات الصغيرة نسبيًا.
- التشبث بالطقوس أو التكرار في اللعب.
- الرغبة في تطبيق طريقتهم في كل شيء، أو طرح نفس الأسئلة مرارًا وتكرارًا.
- التفاعل بشكل أكثر حساسية تجاه المؤثرات البيئية، أو تجاهلها تمامًا.
- صعوبة التكيف مع المواقف أو التحولات الجديدة.
المظاهر المختلفة للتوحد (ASD) عند الأطفال الصغار
يتجلى التوحد بطرق مختلفة. وبالمثل، يحدث ذلك عند الأطفال الصغار. فيما يلي بعض الأمثلة على هذه الاختلافات:
الطفل المصاب بالتوحد الذي يمتنع عن التفاعل
يفضل الأطفال المصابون بالتوحد اللعب بمفردهم. ويرجع ذلك جزئيًا إلى رغبتهم في عزل أنفسهم عن العديد من المحفزات الموجودة في البيئة الاجتماعية. في كثير من الأحيان، يفضل هذا الطفل أن يلعب لعبته الخاصة. على سبيل المثال، سيقوم هذا الطفل بالآتي:
- يلعب بمفرده في الزاوية، بينما يلعب الأطفال الآخرون معًا.
- لا يبدي رد فعل عندما يوجه شخص ما الكلام إليه.
- يركز على أدوات اللعب أكثر من التفاعل.
- يبدي اهتمامًا ضئيلًا بلعب أي شخص آخر، بينما يركز على اهتمامته الشخصية.
- يفضل مشاهدة الآخرين في أثناء اللعب على المشاركة.
الطفل المصاب بالتوحد الذي يركز على التفاعل بشدة
من ناحية أخرى، يركز بعض الأطفال على التفاعل مع الآخرين بشدة. وتكمن مشكلتهم في تنسيق ذلك التفاعل، ليتمكنوا من أخذ الشخص الآخر بعين الاعتبار. على سبيل المثال، سيقوم هذا الطفل بالآتي:
- يتفاعل بسهولة مع الغرباء، ولكنه قد يطرح أسئلة غير مناسبة.
- لا يميز كثيرًا بين الغرباء والأشخاص المألوفين.
- يتعرف على شخص غريب بسرعة كبيرة، على سبيل المثال، يجلس على ساقيه على الفور.
- يحرص على لمس الأطفال الآخرين أو احتضانهم (ولا يلاحظ الإشارات التي تدل على أن الطفل الآخر لا يريد ذلك).
- يحدد اللعبة ويخبر الأطفال الآخرين بما يجب عليهم فعله.
تفوُّق لغوي أو قصور لغوي
يتمتع بعض الأطفال المصابين بالتوحد بتفوُّق لغوي ويستخدمون كلمات معقدة. ومع ذلك، يعاني الأطفال الآخرون من قصور في اللغة. حيث يبدون كالببغاء (يكررون الكلام حرفيًا)، أو يمتنعون عن الكلام (لم يبدأوا الكلام بعد).
يلعبون نفس اللعبة دائمًا أو العكس، يتحمسون لتعلُّم ألعاب جديدة
يمكن أن يكون لعب الطفلمتنوعًا بصورة كبيرة. يفعل بعض الأطفال نفس الشيء مرارًا وتكرارًا. على سبيل المثال، يرتبون الألعاب باستمرار أو يصنفونها حسب اللون أو الحجم. عادةً ما يكون الأطفال الآخرين فضوليين للغاية ويريدون، على سبيل المثال، معرفة كل شيء عن موضوع معين.
صعوبات التعلم أو العكس، تفوُّق التطوُّر لديهم
قد يعاني بعض الأطفال المصابين بالتوحد أيضًا من صعوبات في التعلم. وقد يواجهون تأخرًا في التطوُّر. ومع ذلك، من الممكن أيضًا أن يتمتع الطفل المصاب بالتوحد بتفوُّق تطوَّريٍّ في مجالات معينة.
مشاكل مختلفة لا تحدث دائمًا
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يعاني الأطفال المصابون بالتوحد من مشاكل في الأكل، والنوم، والتدرُّب على استخدام الحمام، والمهارات الحركية. كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الغضب والعصيان ويبدون منشغلين أو عدوانيين. لكن ذلك لا يحدث دائمًا.
فهم نوعية التوحد الموجودة لدى طفلك على وجه التحديد
يحدث التوحد بأشكال وأحجام مختلفة. ويمكن أن يسبب مشاكل في مختلف المجالات. ولهذا فإنه من المهم تحديد نقاط القوة لدى طفلك بشكل خاص، بالإضافة إلى المجالات التي قد يحتاج طفلك إلى مزيد من التوجيه فيها.
إذا تم تشخيص طفلك بالتوحد، فسنقدم لك هنا إرشادات عامة لا أكثر. من المهم أن تفهم نوعية التوحد الموجودة لدى طفلك على وجه التحديد. وهو ما يعني أن تعرف مواهبه، ولكنه يعني أيضًا معرفة الإعاقات التي يعاني منها. يمكن للمختصين تقديم مساعدة قيِّمة، والتعاون معك لفهم طفلك بأفضل طريقة ممكنه. وعندها ستتمكنون معًا من إيجاد الحلول.